حكومة العالم الخفية : أدوات النخبة في السيطرة على البشرية
".. العالم محكوم من قبل شخصيات لا يمكن للفرد تخيّلها إلا إذا كان يعمل خلف الستار.."
بنيامين ديزريلي. رئيس وزراء بريطانيا سابق
حكومة العالم الخفية تسعى دائما لجعل الناس يعزفون عن التفكير في أنفسهم , هل تساءل أحدكم ما هي المشكلة في هذا العالم؟ لماذا الأمور لا تجرى بطريقة صحيحة؟ لماذا كل هذه الحروب الأهلية، ولماذا كل هذه الفوضى والكوارث؟ لماذا لا يعيش الناس بسلام؟ عندما تنشب الصراعات، لماذا يصعب دائماً على الأمم المتحدة والأفرقاء المتنازعة أن يوقفوا القتال والمجازر، رغم هذا الكم الهائل من مفاوضي السلام وسفراء النوايا الحسنة؟ هل صحيح أن الإنسان هو شرّير بطبيعته؟ هل الأمر يعود فقط إلى طريقة سلوك الإنسان؟ عندما نرى كل هذا الشرّ في العالم من حولنا نظن بأن الإنسان هو شرّير فعلاً.. لكن هذا غير صحيح. هناك نسبة من الخير والشر في كل منا. ولا بدّ من وجود هذه الخلطة من أجل مسنادتنا خلال صراعنا للبقاء. لكن النقطة الضعيفة لدى الإنسان هي أنه كائن إيحائي بحيث من السهل السيطرة على تفكيره. كل هذه الفوضى الحاصلة على المستوى العالمي، بالإضافة إلى المجازر والتطهير العرقي والكوارث حصلت ولازالت تحصل بتدبير مُسبق ولأهداف مدروسة بعناية، يتم التخطيط لها من قبل مجموعة قليلة من الأشخاص القابعين خلف الستار. يقبعون في مكان عالي جداً بحيث الإنسان العادي يجهل وجودهم أصلاً. إنهم أعلى من أي سلطة على وجه الأرض. سوف نتعرّف على هذه المجموعة الخفية.. "النخبة العالمية" كما يسمونهم، من خلال المواضيع الواردة في هذا القسم، والتي توصف لنا تفاصيل كثيرة لم نحسب يوماً أنها موجودة.
إذا كنت من الزوار الجدد إلى هذا الموقع ولازلت تجهل الموضوع الرئيسي المطروح هنا، فربما لازلت تعتبر أن المفهوم القائل بأن: ".. هناك نيّة مغرضة ومبيّتة من قبل "نخبة عالمية" قوية جداً تعمل وراء ستار الأحداث الدولية لإقامة عالم دكتاتوري موحّد تحت سيطرتها.." هو مفهوم سخيف وبعيد عن الواقع. إذا كنت تحمل هذه النظرة المتشككة تجاه المفهوم المذكور أعلاه، فأدعوك لأن تقيم الأبحاث بنفسك وتتأكد بعدها بأن هذا الأمر هو صحيح ويمثّل الحقيقة. أرجو أن تتخلى لبعض الوقت عن قناعاتك الشخصية المنحازة، وأن تقرأ التالي وفكر بالأمر ملياً، وبصدق، قبل أن تخرج بأحكام مسبقة. إنه ليس من نيتي أن أضلل أحد. وبنفس الوقت، ليس من مهمتي إقناع أحد. كل ما أقصده هو تقديم بعض الحقائق المجهولة لدى الأغلبية، مشيراً إلى واقع غريب وأعتقد بأنه رغم غرابته يمثّل الحقيقة الأصيلة. أما القرار الذي وجب اتخاذه حيال هذه المعلومات، فيعود لكم أولاً وأخراً. أنا أؤمن بأنه إذا كنا صادقين مع أنفسنا، خاصة في الروح والوجدان، وأردنا رؤية ما يدور حولنا بعقلية ناقدة ومحللة، فسوف نجد أنفسنا متوحدين حول نظرة واحد ومدركين الحقيقة ذاتها. وأعلموا بأنه ليس هناك سوى حقيقة واحدة، والحقيقة هي الحقيقة، أما الأكاذيب، فهي كثيرة.
كيف يسيطرون على العالم
هذه المجموعة التي توارثت حكم الشعوب عبر أجيال وأجيال متعاقبة، هي التي ابتكرت ما نتعلمه وصنعت ما نؤمن به وصمّمت ما نعتقده. هي التي صنعت لنا المنطق الذي نألفه ونلتزم به على أنه الحقيقة والصواب، وأصبح هذا المنطق مع الوقت عبارة عن مجموعة مسلّمات لا يمكن تجاوزها أبداً. وعيّنت على هذا المنطق حرّاساً من بيننا يفرضونه علينا ويستمرون في تكريسه بوسائل مختلفة لا يمكن مقاومة سحرها أو وطأتها أو نفوذها. سوف نتعرّف على السبب الذي يجعلنا نستبعد وجود مؤامرة بهذا الحجم، وكيف يسيطر المتآمرون علينا بناءً على جهلنا بوجودهم أصلاً، رغم أن تأثيرهم يشمل أدقّ تفاصيل حياتنا اليومية. ربما المواضيع التالية توضّح الصورة أكثر:
لقد صنفوا أنفسهم على أنهم "نخبة النخبة".. الجهة الوحيدة على وجه الأرض التي لها الحق في تقرير مصير البشرية.. "الرعاع" كما يسموننا. لقد أيقنوا في إحدى مراحل التاريخ بأنهم لا يستطيعون السيطرة على شعوب العالم بشكل مباشر، لذلك قرروا بأن الوسيلة الوحيدة لفعل ذلك هو من خلال مجموعة من الإجراءات الشيطانية الخسيسة. كانوا ولازالوا عبر العصور الطويلة.. يشنّون علينا حربهم الصامتة (مؤامرات مبيّتة) مستخدمين أسلحة خرساء (أزمات دولية مُصطنعة) تفتك بشعوب العالم بشراسة لا يمكن وصفها.
المملكة العالمية المتحدة
لقد ظهرت في العقود الأخيرة وثائق ومؤلفات مثيرة بالفعل، تحتوي على لوائح مدوّن فيها أشجار عائلية وسلالات طويلة تعود إلى أيام الفراعنة. هذه الوثائق كانت ممنوعة في القرون السابقة بحيث كانت عقوبة كل من برزها أو تناولها في أبحاثه هي الموت. وهذا هو السبب الذي جعلها غير مألوفة لدينا اليوم. لكن اليوم، ورغم ظهور هذه الوثائق من جديد، عن طريق الكتب أو مراكز البحث وتقصّي السلالات والأنساب، فلا زلنا نجهل هذه الحقيقة التاريخية الثابتة.
طبعاً، سوف نصاب بالصدمة والذهول بعدما نتعرّف على حقيقة أن مُعظم رؤساء الولايات المتحدة، الدولة الديمقراطية الأولى في العالم، ينحدرون من هذه السلالة الإبليسية العريقة! فقد أثبتت مصادر "جينولوجية" (علم يبحث في السلالات) رسمية، مثل جمعية "نيو إنغلاند" للجينولوجيا التاريخية New England Historical Genealogical Society، ومركز "بوركس بيرج" (الذي تُعتبر إصداراته بمثابة قاموس العائلات الأرستقراطية والملكية العريقة) الموجود في لندن، بأن 33 من أصل 42 رئيس للولايات المتحدة ينحدرون من الملك "شارلمان" Charlemagne، بينما 19 من أصل 44 رئيس ينحدرون من الملك "إدوارد الثالث" Edward III، وكلا الملكان ينحدران أساساً من السلالة ذاتها! وقد علّق متحدّث باسم مركز "بوركس بيرج" قائلاً بأن: ".. جميع الانتخابات الرئاسية، منذ أيام جورج واشنطن 1789، كانت تُكسب من قبل المرشّح الحامل لكمية أكبر من الجينات الملكية في دمه..". الآن أصبحنا نعلم كيف أن رؤساء الولايات المتحدة لا يكسبون الانتخابات عن طريق صناديق الاقتراع بل عن طريق نقاوة الدم الملكي!
إن جميع الحكام التاريخيين، منذ أيام الفرعون "رعمسيس الثاني" و"نبوخذ نصّر" و"الاسكندر المقدوني" و"يوليوس قيصر".... إلى الملك "شرلمان" والملك "جون" والملك "فيليب".. حتى نصل إلى رموز وحكام العلم الحديث، ملوكاً ورجال مال وصناعيين، سياسيين، اقتصاديين... وغيرهم.. جميعهم ينحدرون من سلالة واحدة تعود أصولها إلى أيام سومر. لذلك أطلق عليها بعض الباحثين اسم "السلالة السومرية".
هذه السلالة "السومرية" مسؤولة عن نشوء جميع الحركات والتحولات الكبرى عبر التاريخ الذي نعرفه، إن كانت ثورات أو حروب، ذات الصبغة السياسية، الدينية، الأيديولوجية، وحتى الاقتصادية. هذه العائلات المسلّحة بأموال طائلة جداً بالإضافة إلى المعارف والعلوم السرّية قد برزت وازدهرت على أساس إنها تمثل الطبقة الارستقراطية العالمية.. طبقة النخبة التي هي فوق الجميع. وقد اكتسبت السلطة والنفوذ والثروة والمعلومات المتطورة واحتفظت بها عن طريق الحرب والاستغلال والمؤامرات. خاصة في القرن الماضي، حيث سيطرت بالكامل على الأنظمة الاقتصادية العالمية. هذه المنظمات السرية التي تقودها النخبة العالمية، والتي تنتمي لعائلات متسلسلة من أصل واحد، أصبحت تعرف باسم: الإخـــوان ... الحكومة السرّية التي تحكم العالم في الخفاء.
هل اكتشفتم كم هو التاريخ بسيط وسهل الاستيعاب بعدما ننظر إليه من هذه الزاوية؟
هذه العائلات الأرستقراطية هي المسؤولة عن كل ما يجري اليوم على الساحة الدولية. أما اللاعبون الذين نشاهدهم تحت الأنوار، فهم مجرّد ممثلون يلعبون أدواراً يمليها عليهم المخرجون المسرحيون القابعون في الظلام.
سوف تتعرّفون من خلال هذا القسم على الكثير من النقاط المهمة في مجريات التاريخ، مثل تحوّل السيطرة من يد المحافل السرّية (المعتمدة على أساليب مشابهة لعصابات الجريمة المنظمة) إلى يد المصارف العالمية (المعتمدة على الطبقات السياسية المحترمة والاستخبارات العالمية المعترف بها رسمياً). اللاعبون ذاتهم، لكن وسيلة التحكّم اتخذت منحاً أكثر تطوراً وأكثر فتكاً وشمولاً. النقطة الأهم هي تلك التي تتحدث عن الطريقة التي اتبعوها في تقسيم العالم إلى يسار (الفكر اليساري الاشتراكي) ويمين (الاقتصاد الحرّ). والأهم من ذلك هو طريقة استغلال أو استثمار الحرب الباردة بين الدولتين العظمتين (اللتان تخضعان لنفس الجهة المسيطرة) لاستنزاف موارد العالم وهتك حرمات الشعوب وهدر الحيوية البشرية لصالح المتآمرين. وأخيراً، هناك النقطة التي لن يستوعبها معظمكم، أو ربما لن يتقبلها. وهي الدور الفعّال للطقوس السحرية والعامل الفلكي للسيطرة على الجماهير الغفيرة. كل هذا وأكثر، سوف تتعرفون إليه وتعلمونه لأولادكم ربما يتجنبون التأثيرات السلبية لأعمال هؤلاء الأبالسة المسيطرون في المستقبل.
المعلومات التي يكشف عنها هذا القسم ستجعلكم تعيدون النظر في أمور كثيرة، بالإضافة إلى تغيير قناعات ومعتقدات عديدة كانت راسخة في أذهانكم بفعل تأثير المدرسة والإعلام والتنشئة الاعتقادية التي ترفض هذه الحقيقة.
الهدف النهائي : سلطة مركزية عالمية
من خلال قراءة المعلومات التي يكشف عنها هذا القسم، سوف تتفاجؤن لمدى الجهل الذي نحن فيه بالنسبة لما يجري على مستوى العالم. سوف تتساءلوا كيف يمكن لكل هؤلاء المحللين السياسيين والمفكرين الإستراتيجيين البارزين الذين يرتدون البدلات الرسمية وعقدة الرقبة ويطلون علينا من شاشات التلفاز ومن خلال إلقاء المحاضرات وغيرها من نشاطات عامة، كيف يكمن أن تفوتهم هذه الصورة بكل أبعادها؟! لماذا يرهقون أنفسهم في التفكير والتأمل، ويستنزفون قسم كبير من وقتهم ووقتنا، بحثاً عن أسباب المشاكل المستعصية التي تسود العالم، وكل هذا البؤس والعذاب والظلم والموت... ثم يتحاورون ويتناقشون مع بعضهم البعض بحثاً عن الحلول المناسبة لهذا الوضع العالمي الأليم.. رغم أن الحقيقة واضحة وجلية أمام الجميع؟!!
إن كل ما يجري على الساحة الدولية اليوم من حروب ونزاعات وانقسامات ومناوشات وغزوات وغيرها.. هي في الحقيقة ليست أحداثاً منفصلة كما نعتقد، بل تحصل متناغم وانسجام تام لأنها مندرجة في مخطط شامل يسير ببطء نحو الهدف النهائي الذي يرغبه المتآمرون العالميون، ويتمثّل بتجسيد هذا النظام البنيوي الذي يمكن النخبة من إحكام قبضتهم على شعوب العالم:
بنية النظام العالمي الجديد : الهدف الحقيقي من التقدم التكنولوجي
إن الأجندة الهادفة إلى تحقيق السلطة المركزية العالمية (النظام العالمي الجديد) ليست مقتصرة على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي (كما سنرى لاحقاً)، بل على المستوى العلمي والتكنولوجي أيضاً. كل التقدم التكنولوجي الذي تشهده البشرية لا يهدف إلى رخاءها وارتقاءها بل إلى تنظيمها ومن ثم استعبادها. لكي تصحو من غفوتك العميقة، وتبدأ بالنظر إلى ما أقوله بجدية واهتمام، سوف أذكر مثالين فقط على المدى الذي ذهبت إليه أبعاد هذه المؤامرة الشيطانية. إذا كنت مسروراً بكل هذه الأجهزة الإلكترونية ذات التقنية العالية، مثل الهواتف الجوالة والتلفزيون والراديو... وغيرها من وسائل اتصالات تمثّل عجائب تقنية بكل ما تعنيه الكلمة، فأنصحك بأن لا تفرح كثيراً، تذكّر أن هذه الابتكارات لم توجد من أجل رخاءك بل لأسباب أخرى بعيدة كل البعد عن توقعاتك الساذجة. أحد الأسباب (وهو الأخطر) هو السيطرة عليك، ليس عقلياً فقط (توجيه فكري)، بل صحياً ومزاجياً وغريزياً!
أما بخصوص جهاز الكمبيوتر الذي أنت سعيد به وتملكت البهجة من مدى التطوّر الذي يمكن للعقل البشري وصوله، والذي يبدو واضحاً أن كافة حكومات العالم تقدم التسهيلات الكبيرة لتمكّن كل فرد من اقتناءه، وليس هذا فحسب، بل ربطه بالشبكة العالمية (الإنترنت)، وغيرها من خدمات لا يمكن للخيال استيعابها... أما بطاقة الائتمان الإلكترونية، والتي أصبحت تتسرّب إلى حياتنا اليومية ببطئ وثبات، حيث سوف تستبدل المال الورقي في النهاية، والتي ستُربط أخيراً بعمليات التداول المالية في الشبكة الافتراضية (إنترنت) بواسطة الكمبيوتر الشخصي، وغيرها من تسهيلات خدماتية لا يمكن وصف عظمتها ورقيها (كما نظن)، فهي ثمرة عقود طويلة من التفكير والتخطيط والبحث الهادف أساساً لتحقيق غايات مختلفة تماماً عن ما نظنه. لكي تستوعب الأمر جيداً، وتتوضح لك الأمور، وتكفّ عن لعب دور المغفّل الذي يسير نحو هلاكه بفرح وسعادة.
يبدو أن فرحتنا بهذا الجهاز العجيب والممتع لن تدوم طويلاً!
هل نحن واعين بما يكفي لاستغلال النافذة الزمنية التي مُنحت لنا قبل إطباق السيطرة المطلقة؟.. هل سنتمكن من جمع أكبر عدد من المعلومات المفيدة التي تسرّبت بإصرار إلى هذه الشبكة العالمية خلال توسعها وبسط نفوذها؟